محمد الشعالي رئيس مجلس إدارة «جلف كرافت» في حوار لـ "الخليج"
- Gulf Craft
- Jun 21, 2015 1:42:02 PM
دبي مدحت السويفي:
قال محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس إدارة «جلف كرافت»، إن البنوك ما زالت تتحفظ في إقراض قطاع اليخوت الفارهة متعللة في ذلك بارتفاع نسبة المخاطر لهذا النوع من التمويل، مشيراً إلى أن البنوك ترى في هذه المنتجات ملكية متنقلة وغير ثابتة في مكان واحد. ومن هنا يمكن أن تصل المتطلبات الخاصة بالضمانات إلى حدود صعبة ومعقدة قد لا يتمكن العملاء من تقديمها.
وطالب الشعالي في حوار مع «الخليج» بأن تكون البنوك داعماً أساسياً في هذه الصناعة التي تتنامى بشكل كبير حيث تصنف الإمارات مركزاً من أهم مراكز صنع القوارب واليخوت الفارهة، فهي تنافس أقوى مراكز تصنيع اليخوت في العالم، وذلك من حيث الجودة والسعر.
وأكد الشعالي أن انسحاب البنوك من التمويل من الممكن أن يؤثر سلباً في القطاع في الوقت الذي تنمو فيه الصناعة مع تزايد السياح على الدولة، منوهاً إلى أن العديد من الأسواق العالمية مثل أوروبا والولايات المتحدة قد سبقتنا بأشواط من حيث معالجة هذه المشكلة وتسهيل مثل هذا النوع من التمويل.
وأكد الشعالي، أنه في الوقت الذي يعاني منه قطاع اليخوت والقوارب من مشكلات تمويلية تعمل شركة «جلف كرافت» على تذليل هذه العقبة عبر طرح تسهيلات تمويلية عند طلب العميل وذلك بالشراكة مع عدد من البنوك، وخصوصاً فيما يتعلق باليخوت والقوارب ذات الفئات السعرية المتوسطة.
وفي ما يأتي نص الحوار:
} ما تقييمكم للبنية التحتية في الدولة من ناحية دعم صناعة اليخوت والقوارب ؟
من جهة البنية التحتية القائمة في دولة الإمارات، لا شك أنها بنية تحتية متقدمة ومتطورة، بل أنها تعتبر من أقوى البنى التحتية في المنطقة، وقادرة على دعم قطاع الصناعة بشكل عام والمساهمة في تطوره ونموه، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى البنى التحتية الخاصة بالطرق والنقل، والمطارات، والاتصالات، والقطاع المالي والتأمين دون أن ننسى الاجراءات الحكومية والتي تعد ضرورية جداً لدعم أي من قطاعات الأعمال، كما أكدت دائماً أن هذه البنية التحتية المتوفرة في الدولة كان لها دور كبير في دعم وتعزيز النجاح الذي تحققه جلف كرافت، وغيرها من الشركات الناجحة في قطاع الصناعة.
} هل القطاع بحاجة إلى استراتيجية للنهوض به؟
نعتقد أننا بحاجة إلى الكثير من الاستراتيجيات والسياسات التي تدعم وتعزز هذا القطاع المهم، ويمكن إيجاز ذلك في عدة نقاط هي:
أولاً : ليست هناك سياسة عامة ومنهجية واضحة لدعم وتعزيز الصناعة البحرية، وكل ما نراه هو عبارة عن مبادرات فردية أو حكومية، دون أن نرى استراتيجية حكومية واضحة لدعم هذا القطاع أو تخصيص جهات حكومية لرعاية هذا القطاع وتأمين الدعم المطلوب له.
وثانياً : الإجراءات والضوابط والقوانين الناظمة هي جزء محوري من منظومة دعم هذا القطاع، وهي للأسف، حتى الآن لم تصل إلى المستوى الذي تحتاجه هذه الصناعة للارتقاء بأدائها والوصول إلى المستويات المنشودة خصوصاً في مجال حرية حركة اليخوت والقوارب وتنقلها داخل الدولة وخارجها إذا إننا مازلنا نواجه الكثير من المحددات والمعوقات في هذا الإطار. فعلى سبيل المثال، نحن بحاجة للكثير من الإجراءات المعقدة لكي نتمكن من إجراء التجارب البحرية على يخوتنا الجديدة، وقس على ذلك الكثير من المعوقات المشابهة.
وثالثاً : تبرز نقطة المراسي التي لا تلبي الحاجة الموجودة في السوق إلى الآن ولا تنمو بنفس معدل النمو الحاصل في عدد ملاك اليخوت والقوارب، وبالرغم من وجود الكثير من مشاريع الواجهات البحرية التي رفدت القطاع بعدد كبير من المراسي المخصصة للقوارب واليخوت الصغيرة والمتوسطة إلا أننا مازلنا نرى نقصاً حاداً في عدد المراسي التي يمكنها استقبال اليخوت الكبيرة مما يحد بالتالي من الظروف المشجعة لامتلاك مثل هذه اليخوت. أما النقطة الرابعة فتتركز في أن السياحة البحرية في العالم أصبحت رافداً أساسياً من روافد الاقتصاد الوطني ونحن بحاجة إلى تشجيع السياحة البحرية الوطنية وخاصة سياحة اليخوت التي تشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد السياحي، وهذا يتطلب مرة أخرى وضع الإجراءت والتسهيلات التي تساعد على التنقل والإبحار وخاصة بين دول الخليج.
لكن بالعموم، نحن في «جلف كرافت» نؤمن بأن دولة الإمارات هي عاصمة الصناعات البحرية العربية، وانطلاقاً من ذلك فإننا نأمل بالمضي قدماً في هذا التميز وإصدار الضوابط والإجراءات التي تشجع هذا القطاع، إلى جانب العمل على تشجيع صعود ونمو قطاع الخدمات المرادف والداعم للصناعات البحرية وخدماتها، لتعزيز مكانة الإمارات وترسيخ موقعها وريادتها في هذه الصناعة.
شراكات تمويلية مع بنوك
} هل تفكرون أو تدرسون إبرام شراكات واتفاقيات مع بنوك معينة لاتاحة التسهيلات لعملائكم الراغبين في الحصول على التمويل للشراء، أسوة بالقطاع العقاري أو قطاع السيارات؟
ليست هناك اتفاقيات واضحة بالصيغة الاعتيادية، إلا أننا يمكن أن نساعد في تحقيقها عند طلب العميل. وبشكل عام تمويل القوارب واليخوت الصغيرة متوفر ومؤمن بشكل عام. إلا أن الصعوبة تكمن في تمويل اليخوت الكبيرة ويخوت السوبر إذ إن الكثير من البنوك ترى في هذه المنتجات ملكية متنقلة وغير ثابتة في مكان واحد. ومن هنا يمكن أن تصل المتطلبات الخاصة بالضمانات إلى حدود صعبة ومعقدة قد لا يتمكن العملاء من تقديمها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الأسواق العالمية الأخرى في أوروبا والولايات المتحدة قد سبقتنا بأشواط من حيث معالجة هذه المشكلة وتسهيل مثل هذا النوع من التمويل.
} ما الخطط التالية للشركة في إطار تعزيز حضورها المحلي والإقليمي، وتوسيع حضورها العالمي؟
هدفنا في جلف كرافت خلال 33 عاماً مضت من تاريخ الشركة، الوصول إلى السوق العالمي بشكل مدروس. فقمنا ببناء استراتيجية خاصة في هذا الإطار وهي الوصول إلى السوق العالمي من خلال نجاحنا في السوقين المحلي والإقليمي. وتقوم هذه الاستراتيجية على عدد من العناصر وهي:
الحرص الدائم على بناء يخوتنا وفقاً لأعلى المعايير وأرقى المواصفات العالمية، وهذا ينطبق على كل جزئيات وتفاصيل البناء بما فيها المواد المستخدمة ومعايير السلامة والتجهيزات والمعدات.
تبني أحدث ما توصلت إليه الصناعة في هذا المجال، بل ومحاولة التفوق عليها من حيث الجودة والنوعية، حتى نتمكن من المحافظة على مستويات الجودة المعروفة عنا والعمل على تطويرها دائماً.
تضع جلف كرافت موضوع القيمة ضمن قائمة أهم أولوياتها، فنحرص دائماً على أن تكون قيمة منتجاتنا عالية ومعززة لكي نقدم لعملائنا ما يطمحون إليه، ويظهر ذلك جلياً عند إعادة البيع أو عرضها في السوق من جديد لأي سبب من الأسباب. كما نعمل جاهدين في جلف كرافت على تخفيض التكاليف الإدارية والتشغيلية الأمر الذي يصب في النهاية في مصلحة العميل من خلال تقديم منتج عالي الجودة بسعر مناسب، ولم نغفل أبداً عن تعزيز الموارد البشرية، حيث إننا عملنا بشكل دائم على بناء فريق عمل إداري وفني مستقر مدرب ومؤهل بأعلى المستويات، مما يساعد في تقديم الاستمرارية والاستقرار في هذه الصناعة حيث إن لدينا موظفين يعملون في الشركة منذ تأسيسها عام 1982. أما بالنسبة للأسواق الخارجية، فإننا وبكل تأكيد نملك كافة الإمكانات اللازمة لمنافسة الشركات الأخرى على الرغم من التحديات والعراقيل التي يتم وضعها في وجهنا في تلك الأسواق، سواء كانت من خلال تجاهل وسائل الإعلام لمنتجاتنا وعدم تغطية أنشطتنا وإلى ما هنالك. إلا أن الإرث الكبير والخبرة الطويلة لدينا في جلف كرافت ساعدانا على تجاوز هذه التحديات وتمكنا من الوصول إلى معظم الأسواق العالمية بما فيها أوروبا وأمريكا وآسيا وأستراليا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الرحلة هي رحلة طويلة وشاقة ولكن كان لا بد منها، وبالنتيجة فإننا نرى أن أداءنا في هذه الأسواق في تطور مستمر عاماً تلو الآخر.
70 قدماً و100 قدم الأكثر طلباً
قال محمد الشعالي، بالنسبة إلى أكثر منتجات «غلف كرافت» طلباً من السوقين الإماراتي والخليجي إن السوق يتغير من وقت لآخر ولكن في الفترة الحالية الفئات الأكثر طلباً هي ما بين 70 قدماً و100 قدم.
وذكر أن شركة «غلف كرافت» أكثر تركيزاً وتخصصاً في اليخوت والقوارب الترفيهية، ولا أعتقد أن الجهات الحكومية تطلب مثل هذه المنتجات أو أنها في قائمة احتياجاتها. إلا أن لدينا تعاوناً مع بعض الجهات الخاصة أو شبه الحكومية في تزويد القوارب واليخوت الصغيرة المخصصة للنقل البحري. وأكثر الجهات التي تطلب ذلك هي الشركات السياحية أو شركات الضيافة حول العالم التي لديها منتجات سياحية لنقل زوارها وضيوفها. أما بالشكل العام، فمعظم الطلب لدينا يأتي من الأفراد أكثر مما هو من الشركات والمؤسسات.
الإنتاج والمبيعات
قال محمد الشعالي إن الشركة تمكنت من الحفاظ على نسبة نمو ثابتة خلال السنوات الثلاث الأخيرة بلغت حوالي 10 في المئة سنوياً
هل ترى أن سوق المنتجات الفاخرة في المنطقة العربية ناضج بما يكفي لتوليد الطلب اللازم لشركات عملاقة مثل جلف كرافت؟ أم أنكم تعولون أكثر على السوق العالمية؟
وتعتبر سوق المنتجات الفاخرة في منطقة الخليج من الأسواق الناضجة والمتقدمة في كل مجالاتها. مع الإشارة إلى أن اليخوت الفاخرة لها شيء من الخصوصية كونها تستقطب وتستهدف شريحة محددة من العملاء الذين تتوافر لديهم الظروف الملائمة مثل الإمكانيات المادية والرغبة والشغف في تجارب الترفيه البحرية، فضلاً عن الوقت الكافي للاستمتاع بمثل هذه المنتجات الفاخرة.
المنافسة في منطقة الخليج
نفتخر في «جلف كرافت» بأن نقول بأنه يكاد لا يخلو مرسى في العالم من أحد منتجاتنا، وفيما يخص خططنا المستقبلية، فإننا نعمل بشكل مدروس على الاستمرار في تطوير منتجاتنا وجودتها، كذلك على تعزيز إمكانياتنا التنافسية من خلال إضافة منتجات جديدة بشكل دائم. ونعمل على البحث عن الأفكاروالاقتراحات التي تتضمن الابتكار والابداع في التصميم وتوزيع الاستخدامات. يساعدنا في ذلك خبرتنا الطويلة في معرفة احتياجات عملائنا، مما يعطينا أفضلية على منتجات المنافسين في السوق. كما أننا نعمل دائماً على إضافة خطوط انتاجية جديدة عند الحاجة، فلدينا الآن أربعة مصانع ويمكن أن نقوم بالتوسع بمصانع جديدة في المستقبل إلى جانب الحرص على التطوير الدائم لمصانعنا الحالية وتزويدها بأحدث ما توصلت إليه التقنية من منتجات ومعدات كفيلة بتسريع الإنجاز ودقة العمل حتى في التفاصيل.
وقال : تعتبر السوق الخليجية سوقاً واعدة ومثمرة على الرغم من ضيقها، وبرزت أهميتها أكثر وأكثر مع بدء حالة الجمود في الأسواق الأوروبية، وحالة التشبع في السوق الأمريكية والتراجع الكبير في السوق الصينية. وبحكم أن أغلب منافسينا هم من الشركات الأوروبية بدأنا نرى هذه الشركات حريصة على نقل المنافسة إلى منطقة الخليج سواءً في مجال الأسعار أو العروض المغرية للعملاء، ومما دعم مساعيهم هذه هو مساندة حكومات بلادهم لهم ودعمهم للوصول إلى السوق الخليجية بعدة إجراءات سواءً كانت تحمل تكاليف النقل أو المساهمة في عمليات التسويق أو الدعم المباشر، وبالتالي هناك منافسة شديدة ولكن في جلف كرافت نؤمن بأن المنافسة دافع مهم جداً من أجل التطوير والتنمية والإبداع ولذلك مازلنا نحتفظ بنسبة كبيرة من الحصة السوقية.
40% حصة سوقية في الخليج
تحظى جلف كرافت بحصة سوقية جيدة في أسواق الخليج تتراوح ما بين 40 إلى 60 في المئة، أو 50 في المئة كمعدل عام. لكن أود أن الفت الانتباه هنا إلى أنه في القطاع الذي نعمل به لا يمكن حصر مثل هذه الأمور بدقة مطلقة إذ يمكن أن نبيع (على سبيل المثال) عدداً كبيراً من القوارب واليخوت بمبلغ مئة مليون أو يمكن أن نبيع يختاً واحداً بمثل هذا المبلغ، ما أريد أن أقوله هنا أن هذا الموضوع فيه الكثير من المعايير والاعتبارات المتداخلة التي تجعل تحديد مثل هذه الإحصائيات العامة أمراً ليس بالسهل. أما عن حصتنا السوقية العالمية فهي مازالت متواضعة وما زلنا مستمرين في بذل المزيد من الجهود لتعزيزها والتوسع بها، على الرغم من حصولنا على تصنيف عالمي يضعنا ضمن أكبر عشر شركات من بناة يخوت السوبر في العالم.كما أود أن أشير هنا إلى أن ما يهمنا أكثر في هذا المجال تعزيز اسم جلف كرافت وترسيخ جودة منتجاتنا حول العالم، وليس فقط السعي وراء زيادة عدد المنتجات المباعة، لأن الالتزام بمستوى متميز من الجودة الذي يعكس السمعة التي بنيناها على مدار سنين لشركة جلف كرافت، والإيفاء بكافة الوعود التي نقطعها ضمن حدود إمكاناتنا الإنتاجية من أهم العوامل لتعزيز وجودنا في مختلف الأسواق.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/economics/page/367178b3-4b82-4ed1-9463-79d10bc9c010#sthash.3ZcaEog2.dpuf